يقضي
الناس معظم أوقاتهم يتكلمون، ولكنهم يرهبون الحديث أمام جمع كبير من
الناس، وهذا شعور طبيعي لدى كل الناس. وسنقدم هنا بعض النصائح التي تزيل
هذا الشعور، وتجعلك أكثر ثقة بنفسك، وتعاونك في إعداد الأحاديث والكلمات
والخطب.
○ إعداد الحديث
لإعداد
الحديث ست خطوات: 1- معرفة صفات أو نوعية الجمهور المستمع. 2- اختيار
الموضوع. 3- تحديد الغرض منه. 4- جمع المعلومات . 5- تنظيم محتوى الحديث.
6- طريقة تقديم الحديث.
○ صفات الجمهور المستمع
يجب
أن تكون لديك فكرة عامة عن خصائص من يستمعون إليك: متوسط أعمارهم، ومستوى
تعليمهم، واتجاهاتهم نحو موضوع الحديث، وحجم هذا الجمهور.
○ العمر ومستوى التعليم
تختلف
قدرة الناس على الفهم تبعًا لحصيلتهم اللغوية في مراحل عمرهم، وتبعًا
لمستوى تعليمهم؛ فحديثك عن الفينيقيين مثلاً لمجموعة من الأطفال دون
الثامنة يجب أن يختلف عن حديثك عن ذات الموضوع لطلاب في نهاية المرحلة
الثانوية. والاختلاف يكون عادة في المفردات والتراكيب وأنواع الوقائع
والمعلومات التي تقدمها.
○ الاتجاهات
إذا
كنت ستتحدث في موضوع جدلي، فعليك أن تعرف اتجاه جمهورك نحوه؛ هل يميل
معظمهم إلى وجهة نظرك أو أنهم لا يبالون؟ إذا كان اتجاههم مخالفًا لاتجاهك،
أو إذا كانوا غير مبالين، فأنت مطالب بجمع كثير من الحقائق والمعلومات
لإقناعهم.
○ الحجم
تتطلب
المجموعة كثيرة العدد حديثًا أكثر رسمية من المجموعة قليلة العدد، والحديث
لمجموعة كبيرة قد يكون من منبر أو منصة، بينما يمكن أن تتحدث مع مجموعة
صغيرة وأنت جالس في مقعدك. هذا بالإضافة إلى أثر حجم الجمهور في الأسلوب
العام لإلقائه.
○ اختيار الموضوع
راع عند اختيار الموضوع ما يلي:
أولاً: اختر موضوعًا يهمك أو تعرف عنه كثيرًا، ففي هذا عون لك على أن تكون استجابات جمهورك طيبة.
ثانيًا: ضع في اعتبارك اهتمامات الجمهور، وحدِّث الناس عن ما يهمهم ويشغلهم.
ثالثًا: اجعل نبرات صوتك ملائمة لمقام الحديث؛ فالحديث عن موضوع في المؤسسة التي تعمل بها يختلف عن إلقاء موضوع الحديث ذاته في ناد رياضي.
رابعًا: حدِّد الموضوع بدقة، واجمع معلومات عنه، وحدد زمن الحديث، حتى تكون قادرًا على تغطية كل جوانبه.
○ تحديد الغرض
تقدم الأحاديث -غالبًا- لتحقيق واحد أو أكثر من الأغراض الرئيسية التالية:
1- الإخبار، ويكون بتقديم حقائق ومعلومات بطريقة مباشرة.
2-
الإقناع، وذلك حين تحاول إقناع الجمهور بضرورة فعل ما، أو تبني فكرة
معينة، ويعتمد فيه ـ بجانب الوقائع ـ على مخاطبة عواطف الجمهور.
3- الإمتاع، ويكون بتقديم خبرات تشعر جمهورك بالسرور والبهجة، ويكون – عادة- ذا طابع أقل في رسميته من النوعين السابقين.
○ جمع المعلومات
إذا
لم تكن لديك معلومات عن موضوع الحديث، أو كانت معلوماتك قليلة فاتبع ما
يلي: 1- شاهد الموضوع على الطبيعة؛ فإذا كان حديثك عن إعادة تدوير ورق
الصحف فأنت بحاجة لزيارة مصنع يقوم بهذه العملية. 2- استخدم مقتنيات
المكتبة: فالكتب والمجلات والصحف والأفلام والخرائط وغيرها تحتوي على ثروة
هائلة من المعلومات. 3- استخدم مصادر المعلومات الإلكترونية الموجودة في
المكتبات الرقمية والإلكترونية أو باستخدام حاسوبك الشخصي.
○ تنظيم المحتوى
يتطلب الحديث الناجح -شَأْنَ التقرير المكتوب- عناية بتنظيمه في:
(1) مقدمة، (2) متن، (3) خاتمة.
اجعل
مقدمة حديثك جذابة، تشد انتباه الجمهور، وتخبره بموضوع الحديث بصورة
تستميل الجمهور ولا تنفره، فلا تبدأ بالقول: حديثي ينصب على.. وإنما افتتح
حديثك بنادرة شخصية أو عبارات مؤثرة.
أما
متن الحديث وهو صلبه؛ فقدِّم فيه نقاطه الرئيسية، ودعِّم كلاً منها
بالشواهد والتفاصيل. وتُقدم النقاط الرئيسية بعدة وجوه؛ فقد ترتب حسب
الأهمية؛ الأهم أولاً ثم ما يليه، وقد ترتب زمنيًا حسب تسلسل حدوثها. وإذا
عرضت لك نقطة تظن أن استيعابها صعب، فحاول أن تبسطها إلى وقائع بسيطة
متدرجة، أو الجأ إلى ما يعرفه الجمهور عنها.
وخاتمة
الحديث خلاصته، وهي آخر فرصة متاحة لك لتحدث انطباعًا عميقًا في
المستمعين، فحاول أن تختم حديثك بأمور تدعو المستمعين إلى التفكير. وقد
يفيد في الخاتمة الاستشهاد باقتباسات من مصادر هامة أو بأقوال شخصيات
مرموقة.
☼ طريقة إلقاء الحديث ☼
عليك أن تقرر بداية طريقة إلقائك للحديث، وثمة أربعة طرائق:
1- قراءة الحديث من أوراق، أو من حاسوب محمول.
2- استظهار الحديث.
3- ارتجال الحديث.
4- الارتجال المعزز.
1- قراءة الحديث
تبدو
عملية سهلة، ومن مزاياها أنها تضمن عدم نسيان نقاط معينة في الحديث،
وملاءمة الحديث للوقت المتاح لك، ولكن لها مساوئ؛ منها أنك قد تستغرق في
القراءة ولا تواجه الجمهور، وقد تقرأ برتابة تفقده الاهتمام، كما أنه يصعب
عليك تعديل محتويات ما تقرأ ليتلاءم مع ردود فعل الجمهور. وعليك إذا اخترت
قراءة حديثك أن تكتبه بعناية ودقة. وبعض المتحدثين يكتبون أحاديثهم على
بطاقات مستقلة أو صفحات حاسوبية مختلفة؛ تسمح لهم بمتابعة رد فعل الجمهور
عند نهاية كل بطاقة أو صفحة.
2- استظهار الحديث
والمراد
به حفظ الحديث، وهو عملية صعبة، تستغرق ساعات أو أيامًا، تبعًا لطول
الحديث، ومن عيوبها أنك قد تنسى عند الإلقاء نقاطًا مهمة، كما أنها لا تسمح
بتعديلات في الحديث ليلائم الجمهور. إذا قررت حفظ الحديث يجب عند إلقائه
أن تكون هادئًا وطبيعيًا.
3- ارتجال الحديث
يندر
استخدامه في الأحاديث الرسمية، ويستخدم في اجتماعات اللجان والأندية وفرق
العمل، ويمتاز بكونه عفويًا وحيويًا، ويلائم -غالبًا- مزاج الجمهور. ومن
عيوبه: أنه -إذا لم ينظم قبل إلقائه- يؤدي إلى إهمال بعض النقاط؛ ولذا فإنه
يحسن قبل الارتجال أن تنظم أفكارك، وأن تسجل الرئيسي منها في كلمات على
ورقة صغيرة.
4- الارتجال المعزز
وهو
صورة وسط بين قراءة حديث مكتوب والارتجال؛ إذ أنه لا يكتب كاملاً، وإنما
تكتب نقاطه الرئيسية، والكلمات أو الجمل المفتاحية التي يبدأ بها في كل
نقطة، ومن مزاياه المرونة؛ إذ أنك تستطيع أن تضيف إليه، أو تحذف منه حسب
ردود فعل الجمهور، كما أنه يمكنك من مواجهة الجماهير، وتعرف انطباعاتهم
أولاً بأول. ويحتاج الارتجال المعزز إلى جمع معلومات وفيرة، تستخدمها
بالقدر الذي تلحظه في استجابات الجماهير لحديثك.
تابعنا في الجزء الثاني من دليلك العام لفن الحديث
اعداد آية طارق ( آية ساندي )
المصدر : الموسوعة العربية العالمية
0 comments:
إرسال تعليق